حفل اختتام مشروع تركيز المنصة الوطنية للتكوين على الخط لفائدة الأعوان العموميين في تونس

0 Comments

انتظم يوم الإربعاء 26 فيفري 2025 تحت إشراف السيد رئيس الحكومة حفل اختتام مشروع تركيز المنصة الوطنية للتكوين على الخط لفائدة الأعوان العموميين في تونس وإحداث أستوديو للتسجيل السمعي البصري بمقر المدرسة الوطنية للإدارة والذي تم تنفيذه في إطار التعاون التونسي الكوري الجنوبي وفقا لإتفاقية التعاون المبرمة في الغرض.

وبتكليف من السيد رئيس الحكومة تولى السيد سفيان الهميسي، وزير تكنولوجيات الإتصال الإشراف على هذا الحفل وذلك بحضور السيدة خولة العبيدي وسعادة السيد سفير جمهورية كوريا الجنوبية بتونس السيد Lee Tae-won والسيدة Nam soon Lee رئيسة مكتب الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الدولي بتونس والسيدة لبنى الزغلامي المديرة العامة للتكوين وتطوير الكفاءات برئاسة الحكومة والسيد أحمد اليحياوي المدير العام للمعهد الأعلى للقضاء وعدد من الإطارات من ممثلي الوزارات والهياكل والمؤسسات والمدارس التكوينية العمومية.

وأكّدت السيدة خولة العبيدي خلال كلمتها الافتتاحية على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع وانصهاره في إطار توجهات الدولة الهادفة إلى تثبيت مقومات وبرامج ومشاريع التحوّل الرقمي ودوره المحوري في تحقيق نقلة نوعية للمنظومة التكوينية العمومية بما يُؤسّس لمقاربة جديدة تقطع مع سلبيات ونقائص المنظومات التكوينية المرتكزة، أساسا وبصفة حصرية، على الجانب الحضوري وما أفرزته هذه المنظومات التكوينية الحضورية من صعوبات وإشكاليات وتحديات للمؤسسات التكوينية العمومية وللمتكونين والدارسين وللهيكل العمومية بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بطاقة الاستيعاب والكلفة.

كما أبرزت العناصر الأساسية والضوابط المبدئية التي ارتكز عليها تنفيذ المشروع والمتمثلة أساسا في تكريس قيم الحوكمة والمساواة وتكافؤ الفرص لكل الأعوان العموميين بمختلف اختصاصاتهم ومواقع عملهم مركزيا وجهويا ومحليا وتثمين التجارب المنجزة على المستوى الوطني في مجال التكوين والتعليم على الخط والحرص على تقاسم التجارب والاستفادة من علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المدرسة الوطنية للإدارة ومختلف المؤسسات التكوينية والتعليمية الوطنية في إطار التشبيك، وكذلك التأكيد على الانفتاح على التجارب المقارنة والناجحة وتفعيل آليات التعاون الدولي بالتنسيق مع سلطة الإشراف ومصالح وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج من أجل إرساء منصة وطنية للتكوين على الخط بمواصفات تقنية ووظيفية عالية الجودة ومطابقة للمتطلبات والخصوصيات القانونية والإجرائية والإدارية للمنظومة التونسية للتكوين وتطوير الكفاءات بمختلف مساراتها واختصاصاتها.

كما بيّنت أن تجربة جمهورية كوريا الجنوبية في مجال إرساء منصة وطنية للتكوين على الخط تعتبر من أبرز وأهم التجارب الناجحة والرائدة والتي حظيت بالاهتمام وأنه انطلاقا من العلاقات المتميّزة للصداقة والتعاون بين البلدين وما تم تنفيذه من مشاريع مشتركة، وبدعم من سلطة الإشراف وبمرافقة من قبل مصالح وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج، فقد تم الاتفاق على مختلف مكونات هذا المشروع ومراحل تنفيذه وإدخاله حيز الاستغلال وفقا لمواصفات الجودة المطلوبة.

وأشارت السيدة خولة العبيدي إلى ما تميّزت به فترة تنفيذ المشروع من تعاون وانسجام بين مختلف فرق العمل والخبراء من الجانبين التونسي والكوري الجنوبي متوجهة بعبارات الشكر والتقدير إلى كافة المساهمين في مختلف الأنشطة والأشغال ذات العلاقة بتنفيذ هذا المشروع الذي يعتبر مكسبا هاما للمنظومة التكوينية العمومية الوطنية ومؤكدة أن المدرسة تضع مكونات هذا المشروع الجديد على ذمة مختلف الهياكل والمؤسسات التكوينية العمومية قصد استغلاله في تنفيذ برامجها التكوينية.

كما أعلنت السيدة مديرة المدرسة أن مشروع التعاون بين الجانبين سيتواصل بعنوان الفترة (2026-2030) عبر تنفيذ برنامج تكويني لمزيد دعم القدرات لفائدة الإطارات التقنية المكلفة بتشغيل المنصة والأستوديو وللإطارات الإدارية المكلفة بتنفيذ المسارات التكوينية والاطار المكون المكلف بإعداد الوحدات التكوينية على الخط.
وأكّد سعادة سفير جمهورية كوريا بتونس على أهمية هذا المشروع في دعم قدرات الأعوان العموميين وتوفير فرص إضافية للانتفاع بالتكوين بما ينعكس إيجابيا على تطوير أداء العنصر البشري وتعزيز مساهمته في تحقيق الأهداف التنموية ومشيرا إلى تقاسم البلدين لمقاربة مشتركة بخصوص اعتبار الموارد البشرية أهم ثروة يتم العمل على تثمينها ومؤكدا على استعداد جمهورية كوريا الجنوبية لتقديم مزيد من الدعم ومتوجه بالشكر والتقدير لكافة الأطراف المساهمة في هذا المشروع

وبينت السيدة رئيسة الوكالة الكورية للتعاون KOICA على أهمية المشروع ومساهمته في تعزيز القدرات وترسيخ مقومات الحوكمة الرقمية واشارت الى مختلف المشاريع التى يتم انجازها بالتعاون مع الوكالة الكورية للتعاون في مختلف الميادين.

وتولى السيد سفيان الهميسي من خلال كلمته الاختتامية التنويه بهذا المشروع مستعرضا أبرز التوجهات والمشاريع التي تعمل مؤسسات الدولة على تنفيذها من أجل كسب رهان التحوّل الرقمي مؤكّدا على أهمية برامج التعاون والشراكة مع البلدان الشقيقة والصديقة وخاصة منها جمهورية كوريا الجنوبية التي تعتبر من التجارب الناجحة في مجال التحول الرقمي الذي لم يعد يمثّل اختيارا بل هو ضرورة متأكّدة ومثمنا الآفاق الهامة والواعدة التي سيسمح هذا المشروع بفتحها لفائدة المؤسسات التكوينية العمومية ولفائدة الأعوان العموميين بشكل عام ومثمنا مجهودات جميع الأطراف المساهمة في تنفيذ هذا المشروع وفي مقدمتها فريق المدرسة الوطنية للإدارة ومعبرا عن دعمه للمدرسة التي تدخل من خلال هذا المشروع مرحلة جديدة وهامة لتطوير المنظومة التكوينية باعتبار الدور المحوري للتكوين في تحقيق التحول الرقمي الذي يمثل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.